1. الصفحة الرئيسية
  2. مجتمع
  3. سياسة

بعد مغادرتهما إيران، شقيقتان تلجآن للفن لانتقاد الاستبداد الديني

تقيم الشقيقتان شيماء (إلى اليمين) وشميم آقا أميني ها في ريجاينا وتستخدمان الفن كشكلٍ من أشكال الاحتجاج.

تقيم الشقيقتان شيماء (إلى اليمين) وشميم آقا أميني ها في ريجاينا وتستخدمان الفن كشكلٍ من أشكال الاحتجاج.

الصورة: CBC

RCI

صحيح أنّ شميم وشيماء آقا أميني ها غادرتا وطنهما إيران، لكنّ الشقيقتيْن تقولان إنهما وجدتا طريقة للتعبير عن كفاح الشعب الإيراني من خلال الفن في مكان إقامتهما الجديد في ريجاينا، عاصمة مقاطعة ساسكاتشِوان في غرب كندا، وفق تقرير لـ’’سي بي سي‘‘ (خدمة هيئة الإذاعة الكندية باللغة الإنكليزية) في إطار نسخة عام 2024 من شهر التراث الآسيوي.

’’في السنوات الـ45 الماضية، قتل النظام الإسلامي آلاف الأشخاص. في السنوات الأولى، كان الناس صامتين. لم يتحدثوا ولم يشتكوا‘‘، تقول شميم وهي تتأمل تاريخ بلادها منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وتضيف أنّ جيلاً أصغر سناً من الناس مثلها ومثل شقيقتها يتحدث الآن ضد الاستبداد الديني الوحشي، وفق توصيفها.

’’لن يكون من السهل بعد الآن على النظام قمعُ الإيرانيين، لأننا قررنا أن نقاوم‘‘، تؤكّد شميم.

قبل ثلاث سنوات، عندما كانت الشقيقتان في سنّ الـ26، وجدتا فرصة للهروب من جمهورية إيران الإسلامية من خلال القدوم إلى ساسكاتشِوان للدراسة.

ومنذ مجيئهما إلى ريجاينا، وجدتا طرقاً لمواصلة شغفهما بالفن، فتخصّصتا في صناعة الخزف.

أحدث الأعمال الفنية لشميم وشيماء آقا أميني ها.

أحدث الأعمال الفنية لشميم وشيماء آقا أميني ها.

الصورة: Radio-Canada / Natascia Lypny

لإيران تاريخ غني في صناعة الخزف. وباستخدامهما الصلصال، وجدت الشقيقتان سبيلاً لتشكيل أعمق أفكارهما ومشاعرهما بطريقة لا يمكن قمعها.

’’الأمر كممارسة التأمل بالنسبة لنا. هناك شعور جيد في أن تلمس الصلصال وتشكله بالطريقة التي تريدها‘‘، تقول شميم.

وأحدث الأعمال الفنية لشميم وشيماء عن إيران هو عرض متعدد الوسائط يتميز بالخزف.

’’معظم أعمالنا الفنية الأخيرة مستوحاة من شجاعة المناضلين الإيرانيين من أجل الحرية‘‘، تقول شيماء.

يتميز العمل بأزهار التوليب الحمراء والبيضاء، حيث أنّ الزهور هي فكرة متكررة في الفن الفارسي تعكس الاستشهاد وفقدان الأرواح البريئة. الأضرحة الموجودة على خريطة البلاد هي تكريم للأرواح المفقودة، حسب شيماء.

’’إنهم أمة بأكملها معاً، وكل أجسادهم هي الآن تحت هذا التراب، وهذه الأرض هي ملك لهم جميعاً‘‘، تضيف شيماء.

هناك سُلّم وسط العرض يمثّل الناس الذين يتحدون ضد النظام القمعي ويرتفعون فوقه.

’’إيران هي لهؤلاء الشباب، وليس لقوات النظام الإسلامي‘‘، تقول شيماء.

شميم آقا أميني ها وأزهار التوليب الحمراء المصنوعة من الخزف.

شميم آقا أميني ها وأزهار التوليب الحمراء المصنوعة من الخزف.

الصورة: Radio-Canada / Natascia Lypny

قد يحاول النظام الإسلامي قمع الانتقادات، لكنّ الشقيقتيْن تقولان إنهما، كفنانتيْن وناشطتيْن، تشعران الآن بالحرية في التعبير عن وجهة نظرهما بأنّ الدين ينبغي ألّا يلعب أيّ دور في الحكومات، ليس فقط في إيران، بل في كلّ بلد، بما في ذلك كندا.

من جهتها، تقول شميم إنّ مغادرتها إيران جلبت بعض الشعور بالذنب. لكنّ هذا العمل الفني أتاح للشقيقتيْن التعبير عن الحاجة إلى التغيير في وطنهما، حسب رأيها.

’’أشعر، بقيامي به، أنّي أفعل شيئاً حالياً، أنّي أقدّم مساهمة لبلدي‘‘، تقول شميم وهي تقاوم مشاعرها.

’’لذا، إذا لم نفعل ذلك، فمن سيقوم به؟ وعندما أفعل ذلك، أشعر بالرضا، وأشعر بأنّي مفيدة وأنّي مسموعة. شخصياً، بالنسبة لي، الأمر بمثابة تطهير عاطفي‘‘، تختم شميم.

(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

العناوين